عن عرب سايت

الباقي استخلاصه .. مسلسلٌ بلا نهاية !

الباقي استخلاصه .. مسلسلٌ بلا نهاية !

10:33 - الثلاثاء 9 يونيو 2015.
بالنفوذ الترابي لـ"الصخور السوداء" ، بمقدور المتتبع للشأن المحلي البيضاوي ، أن يقف على نموذج لهدر المال العام من  جهة ، والكسب الذي يحققه المستغلون من جهة ثانية . ففي "الحزام الكبير"، تتواجد 6 شركات كبرى، الأولى تستغل مساحة 2000 مترمربع  دون أداء أي درهم  - لحد تاريخ الإحصاء الأخير للملك الجماعي   - ، وتتربع الثانية  على أرض ذات مساحة تقدر بألف وخمسمئة وثمانين مترا مربعا، الثالثة "تستوطن" ألف متر مربع ، الرابعة تتمركز فوق ألف وتسعمئة متر مربع ، الخامسة تمتد بناياتها على مساحة ألفين وخمسمئة وستة أمتار مربعة، والسادسة تستغل مساحة ألف متر مربع، لا تؤدي لمجلس المدينة درهما واحدا ، ولها مشاكل مع الجماعة منذ تطبيق نظام وحدة المدينة ، هي شركات تجني الملايير ـ حسب بعض العارفين بخفايا المال والأعمال ـ دون أن يستخلص منها المؤتمنون على أموال المدينة  ما بذمتها من مستحقات متراكمة?
 في ما يخص موضوع "الباقي استخلاصه" ، نشير ، سريعا ، لبعض عناوينه  المؤثثة   لمنطقة الفداء، حيث "يرفض" تجار سوق القريعة ، ذي الشهرة العالمية ، أداء ما بذمتهم لفائدة الجماعة الحضرية للدارالبيضاء ،  احتجاجا على الزيادة التي اعتبروها "مجحفة" في حقهم سنة 2001 ، والتي طالت رسوم الأداء، ومنذ  ذلك التاريخ ، إلى آخر جرد  لممتلكات المدينة، بلغ مجموع الباقي استخلاصه لفائدة الجماعة الحضرية ثلاثا وخمسين مليون درهم ، منها ثمانية وأربعون مليونا و428055 درهما تخص سوق القريعة فقط ، 4026380  درهما تهم سوق العيون، في وقت بلغ ما بذمة سوق الفحم ثلاثمئة وواحد وسبعين ألفا وثمانين درهما ?

 إنها عيّنة فقط من تمظهرات "اقتصاد الريع" المتغلغل ، بشكل عميق، في أوصال "الجسم البيضاوي العام" ،الذي أنهكته "ضربات" تدبيرٍ حطّم أكثر من رقم قياسي في ما يخص  تعريض الممتلكات الجماعية لكافة أصناف العبث  والاستغلال ، التي أفقرت خزينة المدينة وقادتها إلى حافة "الإفلاس"، وحكمت، في الآن ذاته ، على غالبية سكانها بتجرّع مرارة  العوز والعُسر، في مقابل تعبيد الطريق أمام البعض لاستنشاق نسائم "الاغتناء الفاحش" ، الذي يفتح مختلف الأبواب الموصدة  بمكالمة هاتفية، ويتيح إمكانية مجاورة  "كبار القوم" ، المالكين لأسباب  سطوع "نجم" هذا وأفول ذاك ، بعد أن أفلحوا في إحكام قبضتهم على كل ما يمت  بصلة لـ"القانون" وما يتفرع عنه من مقومات الأنشطة الاقتصادية السليمة المتعارف عليها في الحواضر العصرية حقيقة وعلى أرض الواقع، لا فقط كلاما أوعلى مستوى المجسمات الورقية؟!
شاركها في جوجل+

عن يونس الحضراني

0 التعليقات:

إرسال تعليق